«المال» ترصد تأثيرات الموجة الحارة على قطاع السلع الغذائية

تعانى السوق المحلية موجة من الطقس السيئ الذى لم تشهده مصر خلال الحقب الزمنية المتتالية، ويعانى مزارعو الخضراوات والفواكه من تأثير لهيب الشمس

Ad

تعانى السوق المحلية موجة من الطقس السيئ الذى لم تشهده مصر خلال الحقب الزمنية المتتالية، ويعانى مزارعو الخضراوات والفواكه من تأثير لهيب الشمس وارتفاع درجات الحرارة وصولا إلى 50 مئوية.

وتشهد المناطق المكشوفة والمعرضة للشمس خلال فترة النهار درجات أعلى خاصة فى مناطق الظهير الصحراوى فى جنوب الصعيد.

ويتصدر القطاع الزراعى قائمة أكثر المتضررين من موجة الطقس الحارة التى تعانى منها البلاد، وتحديدا محاصيل الخضراوات والفاكهة.

كما بدأت قطاعات الدواجن والأسماك واللحوم فى التأثر بالموجة الحارةما بين نفوق كميات كبيرة منها وتراجع ملحوظ فى أسعارها بسبب تخوف المربين من استمرار موجة الحرارة وتزايد وتيرة الإمدادات التى يتم ضخها فى السوق المحلية.

وترصد «المال» فى هذا الملف تأثير الموجة الحارة على القطاع الغذائى وعلى أسعار السلع والمعروض منها فى الأسواق وآليات العاملين فى تلك القطاعات للتعامل معها.

خســائر بالجمـلة تتكبدهـا «الخضـراوات»

أكد مستثمرون زراعيون أن الموجة الحارةلها تأثيرات مباشرة على المزارع حيث تؤدى إلى الإسراع فى نضج الثمار فى وقت سابق لأوانه وأيضا تضرر مذاق وشكل الثمار خاصة الخضراوات الطازجة مثل الخيار والطماطم والباذنجان والورقيات أيضا.

وقالوا إن معظم الخضراوات المطروحة فى الأسواق حالية غير مكتملة النضج نتيجة سوء المناخ حيث أدت الموجة الحارة إلى وقف نمو الثمار وتراجع فى الجودة وانتشار الحشرات مما يكلف المنتجين إلى شراء مبيدات إضافية مما يحملهم أعباء وخسائر إضافية.

وأوضحوا أن معظم الأراضى الزراعية فى الزمام وخارجه تروى بالكهرباء حاليا وتخفيف الأحمال فى هذه المناطق يؤدى إلى تعطيل الرى من جانب وتضرر المحاصيل فى ظل المناخ السيئ حاليا.

وكشفوا أن الصوب الزراعية تضررت هى الأخرى من خلال تآكل البلاستيك الذى يغطيها، مشيرين إلى أن انقطاع الكهرباء عنها يؤدى إلى تلفها أيضا خاصة أنها غير مكشوفة وينجو البعض منها ممن يمتلك مولدات ديزل أو الصوب التى تعمل بالطاقة الشمسية.

من جانبه، أكد الدكتور أحمد رزق رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات الزراعية بوزارة الزراعة، أن الإدارة من خلال مناطق المكافحة التابعة لها قامت بمتابعة حالة المحاصيل الصيفية الإستراتيجية للاطمئنان عليها من وجود الآفات والتوجيه بالعلاجات خلال الفترة الحارةومستمرة حتى الفترة المقبلة.

وأوضح «رزق» أنه يتم حاليامتابعة فحص زراعات الذرة والمصائد والفحص الحقلى ضمن برنامج الإنذار المبكر لآفة دودة الحشد الخريفية إلكترونيا عن طريق تطبيق «FAMEWS» الإلكترونى فى محافظتى أسيوط والإسكندرية كإحدى الطرق الحديثة التى تتبناها الإدارة المركزية لمكافحة الآفات فى رصد الآفات إلكترونيا واتخاذ القرارات بعمليات المكافحة.

ولفت إلى أنه يتم متابعة إطلاق «المفترس الأكاروسي» كإحدى طرق المكافحة الحيوية التى تتوسع الإدارة فى استخدامها خلال هذا العام لمكافحة آفات القطن باستخدام طفيل «الترايكوجراما» حيث زادت المساحة المعاملة خلال العام بنسبة قدرها 20% عن نظيره السابق.

وأشار «رزق» إلى أنه ضمن هذا السياق قامت منطقة شمال الدلتا بتجهيز وإعداد صوب «المفترس الأكاروسي» لمكافحة الأكاروس الأحمر حيويا تمهيدا لمعاملة الزراعات المصابة به فى الفترة المقبلة بمنطقة شمال الدلتا التابعة للإدارة المركزية لمكافحة الآفات.

منتجو الدواجن : %12-5 نسبة النفوق.. واللجوء لأساليب مبتكرة للتبريد

أكد عدد من العاملين فى قطاع الإنتاج الداجنى أن هناك تأثيرات سلبية على قطاع ومزارع الدواجن نتيجة ارتفاع درجات الحرارة لمستويات غير مسبوقة، الأمر الذى تسبب فى نفوق أعداد من الدجاج، وارتفاع تكاليف التبريد من خلال الاستعانة بألواح الثلج لتخفيض درجات الحرارة.

من جانبه، قال عبد العزيز السيد رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية بالقاهرة إن هناك حالات نفوق طارئة فى مزارع الدواجن إذ ارتفعت النسبة إلى %10-6 بدلا من %5 فى متوسط الحالات الطبيعية للموجة الحارة.

وأضاف أن بعض المزارع الداجنة قامت بـجهود إضافية لتهوية وتبريد العنابر من خلال الاستعانة بالمراوح الضخمة والألواح الثلجية لمساعدة الحيوانات على مرور تلك الفترة الصعبة.

وطالب «السيد» بأن تقوم إحدى الجهات الحكومية بتطوير مزارع الدواجن وتعديل سير العمل بها من النظام المفتوحإلى النظامالمغلق وأن يتم توفير قروض ميسرة للمربين بفائدة مناسبة.

وأشار إلى أن النظام المغلق يتضمن تطبيق معايير فنية عالمية أبرزها التباعد والتحصينات والحماية من المراض المنقولة بالهواء.

وكشف الدكتور ثروت الزينى نائب رئيس اتحاد منتجى الدواجن أن هناك حالات نفوق لقطعان المزارع بسبب الموجة الحارة بنسبة تتراوح من 5 إلى 12 % نتيجة ارتفاع درجات الحرارة فى العنابر.

وأكد عدد من التجار لـ«المال « أن سعر الدواجن البيضاء فى السوق يسجل 60 جنيها والحمراء 100 وطبق البيض 120 جنيها والبيضة من 4.5-4 جنيه.

ووفقا لبيان صادر عن وزارة الزراعة فإنه طبقالتوجيهات السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى بضرورة استمرار العمل فى القطاعات الخدميةوالتعاطى مع الموجة الحارة،أكد الدكتور أحمد العكازى مدير المركز الإقليمى للأغذية والأعلاف أن المركز واصل العمل على مدار الساعة خلال فترة إجازة رأس السنة الهجرية وثورة 23 يوليو للفحص والإفراج عن مستلزمات الإنتاج من الموانئ المصرية، مشيرا إلى أن فروع المركز تقوم بمهامها فى سحب العينات بالموانئ بصورة طبيعية حرصا على سرعة إنهاء إجراءات النقل والتخزين خارج الدائرة الجمركية ثم تقوم إجراء التحاليل اللازمة وإصدار النتائج بسرعة.

ولفت رئيس الإدارة المركزية لفحص واعتماد التقاوى إلى قيام عدة لجان على مستوى الجمهورية بالمرور على حقول إنتاج تقاوى الذرة الشامية لمتابعة عملية التطويش ومتابعة محطات إعداد التقاوى ومحلات الاتجار.

كما تم التنبيه على جميع مديرى إدارات المحافظة على مستوى الجمهورية بالتواجد والمتابعة فى مواقع العمل المختلفة لإزالة أى عقبات تواجه سير العمل.

«الثروة الحيوانية» يعاني من انخفاض إنتاجية الألبان وهلاك ماشية

قال حسين عبد الرحمن نقيب الفلاحين، وأحد المستثمرين بقطاع الثروة الحيوانية إن موجة الطقس الحار غير المسبوق أدت لتأثيرات كبيرة فى القطاع حيث تعرضت نسبة متفاوتة من الماشية إلى النفوق نتيجة تعرضها للشمس بشكل مباشر فى بعض الأحيان مما أدى إلى تخلص العديد من المنتجين من قطعانهم، الأمر الذى تسبب فى هبوط أسعار اللحوم القائم.

وأوضح «عبد الرحمن» أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدى إلى تراجع إنتاجية الألبان وانعدام التهوية مع قطع تيار الكهرباء فى المزارع، الأمر الذى أدى إلى نفوق عدد منها مع توقف تشغيل المراوح والمكيفات.

ولفت إلى أن هذه العوامل ساهمت فى تخفيض أسعار اللحوم القائمة وإنهيار أسعار البرسيم الحجازى وغيرها نتيجة تخلص المزارع من المواشى خوفا عليها من النفوق.

وكشف «عبد الرحمن» أن هناك الكثير من منتجى اللحوم والماشية يقومون حاليا باتخاذ إجراءات جديدة لحماية قطعانهم مثل زيادة معدلات شرب الحيوانات وتخفيف معدلات العلف الجاف واللجوء إلى العلف الأخضر وغيرها.

وتتفاوت أسعار اللحوم حاليا فى الأسواق إذ يسجلمتوسط أسعار الكيلو الكندوز فى محال الجزارة بين 240 إلى 320 جنيها وبالسلاسل التجارية والهايبر ماركت 280 إلى 360 جنيها واللحوم الجملى 300 جنيه والمجمد 210 جنيهات والهندى 200 جنيه طبقا لعدد من التجار.

وأوضح تجار أن سعر كيلو الضانى تراوح من 300 إلى 400 جنيه والكفتة والسجق والبرجر 260 والكبدة المستوردة 110 جنيهات والكبدة البلدى 350.

وأضاف التجار أن سعر الكبدة الجملى 340 جنيها واللحوم الجملى والمفروم 300 واللحوم الجاموسى 270 والسودانى المبردة 280.

وقال التجار إن السجق المستورد سجل 80 جنيها والسوسيس 240 إلى 280، مشيرين إلى أن أسعار اللحوم البقرى البلدى «قباني» تراوحت بين 132 إلى 136 جنيها والجاموسى 115و 124.

وأوضح التجار أن سعر كيلو القبانى لـ « الجاموسة اللحم « 170 جنيها ولـ «البقرة اللحم» 190 و”العجلة اللحم» 120 والفحلة اللحم «صغيرة الجاموس» 120.

وأكدوا أن سعر كيلو اللحم القائم للعجول المستوردة يتأرجح بين 150 إلى 160 جنيها للأنواع المستوردة الأوكرانية والإسبانية والكولومبية.

نقابة الفلاحين: تبكير ساعات العمل فى جنوب الصعيد

أكد النوبى أبو اللوز أمين صندوق نقابة الفلاحين الزراعيين ومستثمر زراعى من الأقصر أن ارتفاع درجة الحرارة فى جنوب الصعيد أدت إلى تعديل مواعيد العمل لتصبح ليلا أو فى الصباح الباكر من الرابعة فجرا حتى الثامنة صباحا للحيلولة دون تعرض العمال لضربات الشمس.

وكشف «أبو اللوز» أنه لحسن الحظ فإنه لم يتم البدء فىموسم الزراعة الجديد حتى الآن،مشيرا إلى أن موسم الطماطم والباذنجان الخريفية والشتوية تزرع فى وقت لاحق خلال الشهور المقبلة.

وأوضح أنه فيما يتعلق بالموز والقصب والنخيل فإنها لا تتأثر بزيادة درجة الحرارة بل تفضلها هذه المحاصيل الاستوائية وفيما يتعلق بالفواكه فإنه تم الانتهاء من حصادها فى منطقة جنوب الصعيد مؤخرا.

بينما، أكد محمود جواد مستثمر زراعى ويمتلك 20 فدانا بالظهير الصحراوى بالأقصر أن هناك عدة عقبات تواجه المزارعين فى الأراضى المستصلحة الجديدة أبرزهازيادة درجة الحرارة الذى يفاقم من نسبة ملوحة التربة خاصة مع استخدام الرى بالغمر الذى يؤدى الى تركيز الأملاح.

وأضاف أن النقطة الأخرى التى تواجه المزارعين فى ظل ارتفاع درجة الحرارة هى زيادة مرات الرى المطلوبة وكمية المياه فى ظل انحسار مياه الآبار القديمة وعدم القدرة على حفر جديدة بجوار القديمة مع ارتفاع تكاليف الحفر ما بين 700 إلى 800 ألف جنيه للمساحات التى تروى بضعة عشرات من الأفدنة.

وأوضح «جواد» أن الميزة النسبية لهذه الموجة هى زيادة إنتاجية الطاقة الشمسية، مشيرا إلى أن أبرز الأمور التى تؤرقالمزارعين حاليا ارتفاع تكاليف الرى من الكهرباء أو السولار.

وترتفع تكلفة الفدان من الرى سنويا إلى 5 آلاف جنيه فى ظل تركيب العدادات الرقمية التى تعمل بالكارت المدفوع مسبقا.

وأفاد بأنه لمواجهة هذه المشكلات يقوم المزارع بتأجير جزء من الأرض شتاء فقط للزراعة واقتسام العوائد من المستأجر وإراحة الأرض صيفا لأنها تتطلب مجهودات أكبر.

مزارع ومحال بيع الأسماك تشكو ارتفاع التكاليف.. وهبوط ملحوظ فى الأسعار

كشف عددمن محال بيعالأسماك فى القاهرة والمحافظات أن موجة الطقس الحار رفعت تكلفة الإنتاج إذ إنها تضطرهم إلى توفير كميات إضافية كبيرة من الثلج لحفظ السمك من التعرض للحرارة، مؤكدين أن قطع التيار يؤدى إلى تلف وسرعة تضرر الكميات المعروضة للبيع.

وقال محمد علاء تاجر أسماك من الجيزة إن انقطاع التيار الكهربائى يؤدى إلى توقف العمل فى المحل وتعرض كميات من الأسماك التى يتم عرضها إلى التلف.

وتسعى مصر إلى زيادة معدلات التصدير، وفق السيد القصير وزير الزراعة، وتعتمد محاور تنمية الثروة السمكية على تنمية وتطوير البحيرات، التى تضم المنزلة، والبرلس، ومريوط، والبردويل.

من جانبه، قال وائل السيد صاحب مزرعة سمكية فى الشرقية أن انقطاع الكهرباء عن المزرعة يؤدى إلى توقف العمل بمضخات تجديد المياه فى المزرعة وأيضا ارتفاع تكاليف تجهيز السمك فى ظل زيادة درجة الحرارة.

وأوضح أن ما يؤدى إلى تفاقم أزمة الطقس هو ارتفاع أسعار الأعلاف السمكية إذ يسجل الطن حاليا 28-29 ألف جنيه ويتم استيراد كميات كبيرة منها من الخارج.

يذكر أن مصر تنتج مليونى طن من الأسماك %80 منها من الاستزراع ويتم استيراد ما يزيد عن 400 ألف طن من الأسماك من الخارج من الرنجة والسردين والمكاريل وهى التى لا يتم إنتاجها فى مصر طبقا لإحصائيات وزارة الزراعة.

ويسجل كيلو الثعابين من 90 إلى 280 جنيهًا، ويسجل إنتاج مصر من المصايد الطبيعية 400 ألف طن (البحيرات- والبحرين والنيل) وبلغت صادرات الأسماك خلال 2019 حوالى 35 ألف طن.

كما شهدت أسعار بعضالأسماك والمأكولات البحرية تراجعا خلال بداية تعاملات الأسبوع الجارى داخل سوق العبور لتجارة الجملة، إذ انخفض سعر السمك البلطى عند مستوى يتراوح من 58 إلى 62 جنيها، بينما صعد قشر البياض ما بين 75 لـ 115 جنيها، واستقر المكرونة من 30 إلى 40 جنيها وباقى المأكولات البحرية لوفرة المعروض بالأسواق.